اشترك في مدونتنا

أهلاً بكم في مدونة الخبير للتطوير-drooos

ما هي أهم أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد في الإدارة العامة؟

ما هي أهم  أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في الإدارة العامة للدولة؟ وهذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال حيث تعتبر الإرادة السياسية والمبادرات الفعالة لمكافحة الفساد، وتوعية الجمهور والمشاركة المجتمعية، والتقييمات الذاتية، وتطبيقات الحكومة الالكترونية...وغيرها من أهم تلك الأساليب والتي سنوضحها في سياق هذا المقال.

والتي تعتبر جزء من دراسة تطبيقية مقارنة عن  شملت تجارب العديد من دول العالم  بالإضافة إلى مساهمات المنظمات الدولية والإقليمية والعربية في هذا المجال.

أساليب مكافحة الفساد


ملخص ومحتويات دراسة أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد:

ملخص دراسة أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد:

تؤثر قضايا الفساد في حدوث الكثير من الآثار السلبية كشيوع البطالة في المجتمعات، وزيادة عمليات التضخم، وظهور عمليات الاحتكار، وزيادة مستويات الفقر في المجتمعات. 

لذلك، تسعى الحكومات إلى مكافحة الفساد باستخدام العديد من الأساليب منها الرقابة على الأجهزة الحكومية والعاملين بها، وعلى تدعيم مبادئ الشفافية في الإدارة والقضاء على المحسوبية والمحاباة في العمل وغيرها من الأساليب.

ونظراً لتنوع أساليب مكافحة الفساد وزيادة فاعليتها، فقد تطرقت الدراسة، لأفضل الممارسات الجيدة لأساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد الصادرة عن العديد من الهيئات والمنظمات، ومنها:

هيئة الأمم المتحدة، منظمة الشفافية الدولية، المنظمة العالمية للبرلمانين ضد الفساد، البنك الدولي، وغيرها)،

وكذا دراسة مقارنة لأساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد من واقع تجارب العديد من دول العالم في هذا السياق ومنها (سنغافورة، نيجريا، بلغاريا، المكسيك، الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، موريتانيا، هونج كونج، تشيلي، وغيرها.

محتويات دراسة أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد:

هناك بعض الدول التي خاضت تجارب هامة لمكافحة الفساد بأساليب مختلفة، واستطاعت من خلال جهودها في مكافحة الفساد أو تخفيض معدلاته فيها، وبداية من خلال تقييم السياسة العامة لمكافحة الفساد 

ونحاول في هذا المبحث أن نلقي الضوء على بعض تجارب هذه الدول، وما هيه أساليب وأدوات زيادة فعالية مكافحة الفساد في تلك الدول، وكما يلي:

المبحث الأول: الإرادة السياسية والمبادرات الفعالة لمكافحة الفساد.
والمبحث الثاني: توعية الجمهور والمشاركة المجتمعية. حيث شمل المبحث كل من الأساليب التالية:

  1. برامج توعية الجمهور في مجال مكافحة الفساد الموجهة للأطفال والشباب على مستوى المدارس الابتدائية والثانوية.
  2. الأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية والنُّهج المبتكرة بشأن التعليم في مجال مكافحة الفساد.
  3. برامج توعية الجمهور في مجال مكافحة الفساد على المستوى الجامعي.
  4. استخدام وسائط الإعلام والإنترنت ووسائط الإعلام الاجتماعية في توعية الجمهور بشأن مكافحة الفساد.
  5. التدريب والتوعية لوسائط الإعلام والصحفيين.
  6. دور الزعماء الدينيين والمنظمات الدينية.
المبحث الثالث: التقييمات الذاتية.
المبحث الرابع: الحكومة الالكترونية وتطبيقاتها دولياً وعربياً.


نتائج وتوصيات دراسة أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد:

أولاً: نتائج دراسة أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد:

1- الإرادة السياسية والمبادرات الفعالة لمكافحة الفساد:

  • تحتاج إلى إعادة التفكير في الطريقة التي نكافح بها الفساد والأدوات التي دعمناها لسنوات ليست مجدية بالشكل الذي توقعناه منها فهي لا تعمل إلا في ظل ظروف اجتماعية معينة لذلك يجب علينا الابتعاد عن التفكير في مكافحة الفساد باعتباره مخططًا يمكننا تطبيقه في أي مكان، وتكييفها لتناسب مع ظروف كل دولة على حده.
  • العلاج يتطلب البداية من القدوة وهو اعلي قمة الدولة، وتوفر أراده حقيقية للقضاء على الفساد التي تبدأ بأراده سياسية حقيقية وأفعال متناسقة مع هذه الإرادة وموازية لها ومتقدمة عليها.
  • أن حجم مشكلة الفساد ومخاطر تشعبها وتفاقمها تستدعي تفعيل آليات لمحاصرة الظاهرة والقضاء على تداعياتها السلبية وذلك وفق إستراتيجية شاملة واضحة متكاملة بعيدة المدى، وليس إجراءات ظرفية قائمة على التغيير الشكلي .
  • إن كانت اتفاقيه الأمم المتحدة لمكافحه الفساد قد ألزمت الدول بعدد من الإجراءات لمكافحه الفساد وتفعيل آليات المحاسبة فهي تعترف أن الكفاح ضد الفساد يتطلب عملاً مُنسقاً على عدد من الجهات.
  • إن استراتيجية محاربة الفساد تتطلب استخدام وسائل شاملة ومتواصلة ومتنوعة سياسية وقانونية وجماهيرية.
  • إن أي إستراتيجية لمكافحة الفساد لا تأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي أدت إلى نمو وتفشي هذه الظاهرة والآليات التي تساعد على إعادة إنتاجه، لن تكون إستراتيجية ناجحة إذا تتداخل عوامل الفساد.

2- توعية الجمهور والمشاركة المجتمعية:

أن الأليات التالية لتوعية الجمهور والمشاركة المجتمعية تعتبر من أبرز أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد:

  • التركيز على البعد الأخلاقي في محاربة الفساد في قطاعات العمل العام والخاص والأهلي وكذلك من خلال قوانين الخدمة المدنية أو الأنظمة والمواثيق المتعلقة بشرف ممارسة الوظيفة (مدونات السلوك).
  • أن تزيد من تبادل المعلومات عن برامج التعليم المقدَّمة لتلاميذ المدارس في مجال مكافحة الفساد.
  • النزاهة والمواطنة والحقوق والأخلاق المدنية أو "الحياة الطيبة " تشكل جزءا من المناهج الدراسية ويندرج فيها منع الفساد.
  • وضع المناهج التربوية والثقافية عبر وسائل الأعلام المختلفة لإنشاء ثقافة النزاهة حيث إن القانون ليس هو الرادع الوحيد للفساد وإنما يجب أن تكون هناك ثقافة النزاهة وحفظ المال العام.

3- التقييمات الذاتية:

  • الإرادة السياسيّة القويّة هي من دون شكٍّ عامل النجاح الأهمّ للاستفادة من أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد وكذا التقييم الذاتيّ باعتباره أداةً للإصلاح.
  • استخدام القائمة المرجعيّة للتقييم الذاتيّ لتنفيذ اتفاقيّة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد كأداة لجمع المعلومات لا غنًى عنها ومع ذلك سيتوقَّف محور العمليّة وتصميمها النهائيّ على سياق كل دولة إذْ لا يمكن وضع مقاس واحد يلائم الجميع؛
  •  ينبغي مراعاة جميع العوامل للتقييم الذاتيّ لتنفيذ اتفاقيّة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، مثل وضع الدولة من حيث التصديق على الاتّفاقيّة أو الانضمام إلى إليها ( كون الدولة موقّعة على الاتّفاقيّة أو دولةً طرفًا فيها)،
  • واتصالاً مع الفقرة السابقة، كذلك ينبغي  والمطالب الإلزاميّة التي تقتضيها آليّة الاستعراض، ومستوى تنفيذ الاتّفاقيّة، والسياق السياسيّ، والإطار التشريعي والمؤسسي، أو ما يسمى إطار العمل المؤسسي لمكافحة الفساد وكذا  إمكانات الموارد البشريّة المتوافرة لدى الحكومة، والبيئة الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
  • ظهرت التجربة أن التقييم الذاتيّ ينتج أفضل النتائج بسبب اجتماع فريق متكامل ومتعدد التخصصات يضم العديد من الجهات الحكوميّة، والمجتمع المدنيّ، والقطاع الخاص، والوسط الأكاديمي ومشاركتهم بفاعليّة في عمليّة التقييم، وقد نُفِّذَ هذا المنهج بنجاح في عددٍ من الدول.

4- الحكومة الالكترونية:

  • تعتبر الحكومة الالكترونية من أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد ونجاح تطبيقات الحكومة الالكترونية بمختلف أنواعها يعتمد على مدي وملاءمتها للواقع وفرص تطويرها في الإدارة لتحقيق فرصة ممكنة للاستثمار الفعال لهذه التطبيقات.
  • وإن مشروع الحكومة الالكترونية بمفهومه وإدارته يمثل ثورة إدارية تنموية للأعمال الحكومية إذ يربط بين تكنولوجيا المعلومات وبين مهام ومسئوليات الجهاز الحكومي من خلال إتباع استراتيجيات وسياسات واضحة  تأخذ بالاعتبار المتغيرات في مجال صناعة المعلومات وانعكاس ذلك على الأعمال الحكومية.

ثانياً: توصيات دراسة أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد:

بناءً على النتائج السابقة التي توصلت إليها الدراسة يمكن تقديم عدد من التوصيات وهي كما يلي:

  • وجود وفاعلية التوجه السياسي لمكافحة الفساد.
  • استخدام آليات تكاملية لمكافحة الفساد تتمثل في وضع عقوبات صارمة، ورفع الأجور، والشفافية، وكذا تبسيط الإجراءات وتقديم القدوة الحسنة.

  • تحديث الأنظمة والتشريعات المتعلقة بقضايا الفساد والمساءلة، وتنشيط إجراءات العمل وإعلانها ونشرها عبر وسائل الأعلام .
  • تفعيل المساءلة واعتماد نظام (من أين لك هذا)، ليخضع له جميع المسؤولين، والإفصاح عن ممتلكاتهم وذلك عند التحاقهم بالوظيفة وعند خروجهم منها.
  • اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأشخاص الذين يساهمون في كشف الفساد ومكافأتهم.
  • تفعيل إجراءات التحقيق ومحاكمة المتهمين في قضا الفساد وإعلان العقوبات وتنفيذها عند إثبات إدانتهم.
  • بناء نموذج من مؤسسات المجتمع المدني الذي يطبق جميع معايير وقيم النزاهة والشفافية والمساءلة، حتى يتمكن من ممارسة دوره في مكافحة الفساد العام.
  • تشجيع الأفراد والجماعات الذين لا ينتمون إلى القطاع العام، كالمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المجتمعية، وذلك على المشاركة في منع الفساد ومكافحته، وتشجَّيع الدول الأطراف على تعزيز قدراتها في هذا المضمار.
  • إيلاء عناية خاصة لإيجاد فرص لإشراك الشباب في الجهود المبذولة لمنع الفساد، وإلى تشجيع البرامج التعليمية التي تغرس مفاهيم ومبادئ النزاهة على مختلف مستويات النظام التعليمي.
  • وضع عدد من التدابير المقترحة لتعزيز المشاركة وهي:

  1. تعزيز الشفافية في عمليات اتخاذ القرار وتشجيع إسهام الناس فيها.
  2. ضمان تيسُّر حصول الناس فعليا على المعلومات.
  3. القيام بأنشطة إعلامية تسهم في عدم التسامح مع الفساد، وكذلك برامج توعية عامة تشمل المناهج المدرسية والجامعية.

تابع توصيات دراسة أساليب زيادة فعالية مكافحة الفساد (2):

  • احترام وتعزيز وحماية حرية التماس المعلومات المتعلقة بالفساد وتلقِّيها ونشرها وتعميمها.
  • ينبغي معرفة الناس بهيئات مكافحة الفساد ذات الصلة، وأن توفر لهم سبل الاتصال بتلك الهيئات.
  • تفعيل دور المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام في نشر ثقافة الشفافية والمساءلة والنزاهة والحد من سرية احتكار المعلومات.
  • مواصلة الجهود الرامية إلى جمع المعلومات عن الممارسات الجِيدة في مجال تشجيع الصحفيين على الإبلاغ عن الفساد وذلك بأسلوب مهني مسؤول من خلال إعداد مواد تدريبية للهيئات الحكومية المسؤولة عن الإعلام وكذلك لكليات ومعاهد الصحافة والإعلام، استنادا إلى الأدوات التقنية المعدة لتشجيع الإبلاغ عن الفساد.
  • ضرورة زيادة تبادل المعلومات عن برامج التعليم المقدَّمة لتلاميذ المدارس في مجال مكافحة الفساد.
  • التقييمات الذاتيّة لا بد أن تكون هي أول الخطوات لعملية الإصلاح المالي والإداري طويلة الأجل في محاربة الفساد.

عند الشروع بالتقييم الذاتيّ لتنفيذ اتفاقيّة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد يتوجب مراعاة ما يلي:

  1.  ملاءمة توقيت التقييم الذاتيّ، 
  2. وتحديد المجالات التي ينبغي العمل عليها، 
  3. و‌تشكيل فريق من المتخصصين على قدرٍ عالٍ من الكفاءة، والخبرة، والتدريب الذي يمكنه إجراء عمليّة التقييم الذاتيّ بفاعليّة، 
  4. من أجل إجراء تحليلٍ شامل ويوصى بتحديد الخبراء الحكوميّين وكذا غير الحكوميّين المناسبين لتوجيه عمليّة التقييم الذاتيّ وقيادة العمل اليوميّ 
  5. ويمكن فريقَ الخبراء التقنييّن الاستفادة أيضا من الخبرات الدوليّة في أثناء العمليّة حسب الحاجة.

  • تطبيق الحكومة الإلكترونية لتعزيز الشفافية والمساءلة وتقديم الخدمة عن بعد،وتمكين منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام من الاطلاع على ما يتخذ من سياسات وتشريعات.
  • ضرورة مواجهة التحدي في التعامل مع التطبيقات الخاصة بالإدارة الالكترونية من خلال نشر الوعي والفكر الالكتروني ودعم التوجه نحو التعليم الالكتروني وأتمته المعاملات الحكومية بصورة أكبر وأوسع.


للاطلاع وتنزيل نسخة من كامل الدراسة:

أساليب وأدوات زيادة فعالية ... by عبدالرحيم حسان

هل أعجبك هذا المقال؟ شاركه مع أصدقائك ألان.

Next Post Previous Post
1 Comments
  • manarabdrahim2022
    manarabdrahim2022 20 أكتوبر 2022 في 4:17 ص

    موضوع متميز

Add Comment
comment url